الجمعة، ٩ نوفمبر ٢٠٠٧

شعر عاجبنى جدا جدا

أَعِرنِي مِسمَعاً، و اسمَع شَكاتِي
و كَفكِف أَدمُعاً لي هاطلاتِ
فَما تَودِيعُ أحبابي يَسيرٌ
و قد أَسْكَنتُهُم أَعماقَ ذاتِي
و رِيمٍ..
قَد تَرَعرَعَ في الحنايا
عَرَفتُ بِقُرْبِهِ
صَفوَ الحياةِ
رأيتُ بعينِهِ الدُّنيا ربيعاً
و كانت كالقِفارِ المُوحِشاتِ
بَلَوتُ مشاعري ،
فرأيتُ أنِّي..
بلا عينيهِ أدنو من مَمَاتي
كأنِّي غارقٌ في لُجِّ بحرٍ
و في يُمناهُ..
أطواقُ النجاةِ
سأهربُ، رُبَّما..
لَكِن إليهِ
و أركِزُ في حديقَتهِ رُفاتي
أموتُ ، فَيَمَّحِي جِسمِي و رَسمِي
و تَبقَى مُشرِقاتٍ ذِكرياتي
تَلألأُ في نَوَادِيكُم كبَدرٍ
و تَلمعُ كالنُّجومِ السَّاطِعاتٍِ
و تَبقَى بينكُم رُوحِي
كطِفلٍ
تَنَعَّـمَ في أريجِ النَّرجِساتِ
أنا..
ما غِبتُ عنكم مِن قُصورٍ
و لَكِن عاتَبَتْ قَلَمِي دواتي
أُراجِعُ سِفرَ عُمري كلَّ يومٍ
أُقلِّبُهُ على كُلِّ الجِهاتِ
و أسألُ في الحوادِثِ..
أينَ سيفي
تَثَلَّمَ ؟
أَم غدا في مُهمَلاتي ؟
و أينَ يراعتي ؟
يا ويحَ نفسـي ،
أأنسى أُمَّتي في النائباتِ ؟
و هل مِثلُ اليراعةِ..
مِن سِلاحٍ
إذا ما أَغرَقَت سُفُنِي عِداتي ؟
و وَلَّت دُبرَها في الحَربِ خَيْلي
و طاشَت عن مَرَامِيها قَنَاتِي
لِمَن أُبدِي عنِ التقصيرِ عُذري
و ذَنبي..
فَاقَ كُلَّ تَصَوُّراتي ؟
لِبَغدادَ التي سَكَنَتْ فؤادي
فَأَدمَت مُقلَتي جُندُ الغُزاةِ ؟
أَمِ الفلُّوجَةِ العذراءِ ،
نادت ..
فَما وَجَدَت سِوَى سيفِ الجُناةِ ؟
و هَل سيُسَامِحُ الأقصى مُحِبَّاً
أسيراً للعُيونِ الناعساتِ ؟
غَدَوتُ..
و قَد لَبِستُ ثيابَ غربٍ
كقومي ،
عارياً ضمنَ العُراةِ
ظَمِئتُ..
فَجَرَّعوُنِي كأسَ صَمتِي
و ثُرتُ ..
فَغيَّبوا بِمُخَدِّراتِ
طَوانِي الجُوعُ، أُلقِمتُ المنايا
فألجأتُ الجُفُونَ إلى السُّباتِ
ألا..
مَن يوقِظُ الأحلامَ عِندي
و يسعى ..
كي يُحقِّقَ أُمْنياتي ؟
و يُنقِذَنِي ..
إذا أَحرَقتُ أمسي
بنارِ الوهمِ في بردِ الشتاتِ
أنا العَرَبِيُّ ،
كانَ الماءُ عرشي
فغيضَ الماءُ ،
ضَاقَت بي فلاتي .
و مِن سَفَهٍ ..
جَذَذتُ جذورَ قومي
و بِعتُ بدرهمٍ مجدَ الأُباةِ
و لي لغةٌ ،
أضَعتُ سُدىً ،
و كانت ،
هيَ المِشكاةُ في ليلِ السراةِ
تأَمرَكَتِ البلادُ ،
فهل سأُبقي على رَمَقِ الكرامةِ
في حياتي ؟
و هل سيجيءُ بعد اليومِ يومٌ
لأعلنَ من قيودِهِمُ انفلاتي

ليست هناك تعليقات: